"المغرب سوف يتجاوز الأزمة"، ظلت هذه الجملة بمثابة عذر يقدم للشعب
وللفاعلين الذين تناوبوا على تسيير الشأن العمومي، واليوم الأزمة تطرق
أبوابنا بوجهها المخيف، والحكومة التي جاءت بها ثورة الصناديق ظلت منذ
صعودها وهي تتهرب من الشبح. المغرب يسير بسرعة قياسية نحو الهاوية، سرعة لا
يضاهيها إلا تسرع الحكومة في اتخاذ قرارات مرتجلة تتبث أن القادم من
الأيام ينذر بكارثة وطنية. ففي مناخ عالمي تخيم عليه أجواء الأزمة
الاقتصادية، اصطدمت وعود "حزب العدالة والتنمية" بواقع رفض الإخوان
الاعتراف به منذ تسلمهم مقاليد الحكم. القرار الأخير بوقف عدد من
الاستثمارات في قطاعات حكومية حساسة ينذر بما هو أسوأ، في ظل ضغوط المؤسسات
الدولية من أجل تسريع عجلة الإصلاح. مجلة "هسبريس"، وفي عددها الخامس عشر،
تقوم بنشر تحليل صحافي متميز، من إعداد الزميل عدنان أحيزون، والذي يرصد
فيه شطط القرار وخطورته على اقتصاد المغرب.
وانطلقت منذ الساعات الأولى لصباح الخميس 11 أبريل 2013 عملية توزيع
العدد 15 لـ"مجلة هسبريس"، والذي من المتوقع أن يكون في أكشاك مدن الرباط
والدار البيضاء والنواحي، بعد زوال هذا اليوم، على أساس أن يكون عند باعة
الصحف في كل ربوع المملكة ابتداء من يوم غد الجمعة 12 أبريل 2013.
في نفس الصدد وجه فؤاد مدني، مدير نشر ورئيس تحرير مجلة "هسبريس"، في
افتتاحية العدد الجديد نقدا لاذعا لحكومة عبد الإله بنكيران وللأغلبية
الحكومية وكتب تحت عنوان "نحو السقوط الكبير": "لقد حاولنا مرار أن نفهم
كيف يفكر هؤلاء الناس. حاولنا تحليل قراراتهم. حاولنا أن نبحث لهم عن أسباب
وجود في مغرب الأزمة... لكن، في كل مرة كنا نصطدم بمحدودية مشروعهم وضيق
أفقهم وشعبويتهم الطافحة..." وأضاف مدني: "ويصير المشهد أكثر بؤسا حين تصبح
هذه الحكومة بكماء وبدون مخاطب، ليتحول الأمر إلى نوع من اللامبالاة غير
المفهومة، وإلى حالة صمت مريبة تدينهم وتعريهم وتفضحهم، في وقت يوجد فيه
الوطن على حافة الهاوية، والله وحده يعلم إلى أين ستقودنا شعبويتهم
وتجاهلهم في القادم من الأيام" ويستطرد: "لكن الأكيد أن الصمت على ما يتخذه
أعضاء هذه الحكومة من قرارات أضحى اليوم جريمة بكل المقاييس، لأن القضية
صارت مرتبطة بمصير أمة وشعب، وليس بحكومة رعناء تريد أن تتعلم الحكم على
إيقاعات الجهل وكثرة اللغو الفارغ والمهاترات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق